ﺩﺧﻞ أﺣﺪ ﺍﻟﺴﻠﻒ إﺣﺪى ﺍﻟﻤﺰﺍﺭﻉ ﻭﻛﺎﻥ ﺟﺎﺋﻌﺎ ﻣﺘﻌﺒﺎ ﻓﺸﺪﺗﺔ ﻧﻔﺴﻪ لأﻥ يأكل ..
ﻭﺑﺪﺃﺕ ﺍﻟﻤﻌﺪﺓ ﺗﻘﺮﻗ ، ﻓﺄﻃﻠﻖ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻓﻰ ﺍلأﺷﺠﺎﺭ ﻓﺮﺃﻯ ﺗﻔﺎﺣﺔ ﻓﻤﺪ ﻳﺪه ﺍﻟﻴﻬﺎ ﺛﻢ أﻛﻞ ﻧﺼﻔﻬﺎ ﺑﺤﻔﻆ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺭﻋﺎﻳﺘﺔ ﺛﻢ ﺷﺮﺏ ﻣﻦ ﻣﺎﺀ ﺍﻟﻨﻬﺮ ﺑﺠﺎﻧﺐ ﺍﻟﻤﺰﺭﻋﺔ، ﻟﻜﻦ ﺍﻧﺘﺒﻪ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﻏﻔﻠﺘه ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﺠﻮﻉ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻨﻔﺴﺔ: ﻭﻳﺤﻚ ﻛﻴﻒ تأﻛﻞ ﻣﻦ ﺛﻤﺎﺭ ﻏﻴﺮﻙ ﺩﻭﻥ ﺍﺳﺘﺌﺬﺍﻥ؟
ﻭأﻗﺴﻢ أﻻ ﻳﺮﺣﻞ ﺣﺘﻰ ﻳﺪﺭﻙ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻤﺰﺭﻋﺔ ﻭﻳﻄﻠﺐ ﻣﻨﺔ أﻥ ﻳﺤﻠﻞ له ﻣﺎ أﻛﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻔﺎﺣﺔ ﻓﺒﺤﺚ ﺣﺘﻰ ﻭﺟﺪ ﺩﺍﺭﺓه ﻓﻄﺮﻕ ﻋﻠﻴﺔ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻓﻠﻤﺎ ﺧﺮﺝ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻤﺰﺭﻋﺔ ﺍﺳﺘﻔﺴﺮ ﻋﻤﺎ ﻳﺮﻳﺪ.
ﻓﻘﺎﻝ ﺻﺎﺣﺒﻨﺎ: ﺩﺧﻠﺖ ﺍﻟﺬﻯ ﺑﺠﻮﺍﺭ ﺍﻟﻨﻬﺮ ﻭﺃﺧﺬﺕ ﻫﺬﺓ ﺍﻟﺘﻔﺎﺣﺔ ﻭأﻛﻠﺖ ﻧﺼﻔﻬﺎ ﺛﻢ ﺗﺬﻛﺮﺕ ﺃﻧﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﻟﻰ ﻭأﺭﻳﺪ ﻣﻨﻚ أﻥ ﺗﻌﺬﺭﻧﻰ ﻓﻰ أﻛﻠﻬﺎ ﻭأﻥ ﺗﺴﺎﻣﺤﻨﻰ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺨﻄﺄ.
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺮﺟﻞ: أﺳﺎﻣﺤﻚ ﺑﺸﺮﻁ ﻭﺍﺣﺪ.
ﻓﻘﺎﻝ ﺻﺎﺣﺒﻨﺎ: ﻭﻫﻮ ( ( ﺛﺎﺑﺖ ﺑﻦ ﺍﻟﻨﻌﻤﺎﻥ ) ): ﻭﻣﺎ ﻫﻮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺮﻁ؟
ﻗﺎﻝ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻤﺰﺭﻋﺔ: أﻥ ﺗﺘﺰﻭﺝ ﺍﺑﻨﺘﻰ فﻗﺎﻝ ﺛﺎﺑﺖ: ﺍﺗﺰﻭﺟﻬﺎ.
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺮﺟﻞ: ﻭﻟﻜﻦ ﺍنتبه فهي ( ﻋﻤﻴﺎﺀ ﻻ ﺗﺒﺼﺮ، ﺧﺮﺳﺎﺀ ﻻ ﺗﺘﻜﻠﻢ، وﺻﻤﺎﺀ ﻻ ﺗﺴﻤﻊ )
ﻭﺑﺪﺃ ﺛﺎﺑﺖ ﻳﻔﻜﺮ ﻣﺎﺫﺍ ﻳﻔﻌﻞ؟ ﺛﻢ ﻋﻠﻢ أﻥ ﺍلإﺑﺘﻼﺀ ﺑﻬﺬﺓ ﺍﻟﻤﺮﺍﺓ ﻭشأﻧﻬﺎ ﻭﺗﺮﺑﻴﺘﻬﺎ ﻭﺧﺪﻣﺘﻬﺎ ﺧﻴﺮ ﻣﻦ أﻥ يأﻛﻞ ﺍﻟﺼﺪﻳﺪ ﻓﻰ ﺟﻬﻨﻢ.
ﻓﻘﺒﻞ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ منها .. ﻭﺟﺎﺀ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺰﻓﺎﻑ ﻭﻗﺪ ﻏﻠﺐ ﺍلهم عليه: ﻛﻴﻒ أﺩﺧﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻣﺮﺍﺓ ﻻ ﺗﺴﻤﻊ ﻭﻻ ﺗﺒﺼﺮ ﻭﻻ ﺗﺘﻜﻠﻢ؟
ﻓﺎﺿﻄﺮﺏ ﺣﺎله ﻭﺗﻤﻨﻰ أﻥ تبتلعه ﺍلأﺭﺽ ﻗﺒﻞ ﻫﺬﺓ ﺍﻟﺤﺎﺩﺛﺔ ﻭﻟﻜﻨﺔ ﺗﻮﻛﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻗﺎﻝ ( ﻻ ﺣﻮﻝ ﻭﻻ ﻗﻮﺓ ﺍﻻ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻭﺍﻧﺎ ﻟﻠﻪ ﻭإﻧﺎ إليه ﺭﺍﺟﻌﻮﻥ )
ﻭﺩﺧﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺰﻓﺎﻑ فإﺫﺍ ﺑﻬﺬﺓ ﺍﻟﻤﺮأﺓ ﺗﻘﻮﻡ إليه ﻭﺗﻘﻮﻝ له ( ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻭﺭﺣﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺑﺮﻛﺎﺗﺔ )
ﻓﻠﻤﺎ ﻧﻈﺮ إﻟﻴﻬﺎ ﺗﺬﻛﺮ ﻣﺎ يتخيله ﻋﻦ ﺍﻟﺤﻮﺭ ﺍﻟﻌﻴﻦ ﻓﻰ ﺍﻟﺠﻨﺔ.
ﻗﺎﻝ ﺑﻌﺪ ﺻﻤﺖ: ﻣﺎ ﻫﺬﺍ؟
إﻧﻬﺎ ﺗﺘﻜﻠﻢ ﻭﺗﺴﻤﻊ ﻭﺗﺒﺼﺮ فأﺧﺒﺮﻫﺎ ﺑﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﻋﻨﻬﺎ أﺑﻮﻫﺎ.
ﻗﺎﻟﺖ ( ( ﺻﺪﻕ أبي ﻭﻟﻢ ﻳﻜﺬﺏ ) )
ﻗﺎﻝ: ﺍﺻﺪﻗﻴﻨﻰ ﺍﻟﺨﺒﺮ.
ﻗﺎﻟﺖ: أﺑﻰ ﻗﺎﻝإﻧﻰ ﺧﺮﺳﺎﺀ لأنني لن أﺗﻜﻠﻢ ﺑﻜﻠﻤﺔ ﺣﺮﺍﻡ ﻭﻻ ﺗﻜﻠﻤﺖ ﻣﻊ ﺭﺟﻞ ﻟﻢ ﻳﺤﻞ لي، ﻭإنﻨﻰ ﺻﻤﺎﺀ لأنني ﻣﺎ ﺟﻠﺴﺖ ﻓﻰ ﻣﺠﻠﺲ فيه غيبة ﻭﻧﻤﻴﻤﺔ ﻭﻟﻐﻮ، ﻭإﻧﻨﻰ ﻋﻤﻴﺎﺀ لأنني ﻟﻢ أﻧﻈﺮ ﻟﺮﺟﻞ لا ﻳﺤﻞ لي.
ﻓﺎﻧﻈﺮ ﻛﻴﻒ ﺟﻤﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ.